مسكين من فحول شعراء الدارميون
-----------------------------------
مسكين الدارمي سيرته وشعره وأبرز مواقفه /
من فحول شعراء الدارميون ( أموي ألولاء وألهوى )
ربيعة بن عامر بن أنيف بن شريح بن عمرو بن
عمرو بن عدسُ بن زيد بن عبدالله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناه بن
تميم شاعر شريف من سادات قومه عاش في أوائل عهد الأمويين في الكوفة ، لقب بمسكين
الدارمي وهو من الشعراء العاشقين لألقابهم فكثيرا مايردده في شعره لكنه لم يقصد
المعنى الدلالي إذا هو في قصائده سيد من السادة سليل النسب العريق فهو يقول :
إن أدع مسكينا فإني ابن معشر*** من الناس
أحمي عنهم وأذودُ
وأما عن تلقيبه بمسكين فيقول :
سميت مسكينا وكانت لجاجة *** وإني لمسكين
إلى الله راغب
كان شاعرا طموحا سخر شاعريته لوصل مجد سلفه
بخلفه بدون انتهازية أو مهادنة بل كان وفيا صامدا مع من اصطفاه بدايةً ومن ذلك
رثاءه لزياد بن أبيه وحفظ للود رغم منافرة الفرزدق له ، وقد تردد على معاوية بن
أبي سفيان وابنه يزيد ومدحهما حتى أصبح الشاعر المقرب ليزيد وصوته الصادح ، برز
مسكين في حروب الأمويين وكان ممن حارب المختار الثقفي وثار عليه في الكوفة فلم
فشلت ثورته لحق بأمير أذربيجان محمد بن عمر بن عطارد الدارمي الحنظلي التميمي وكان
من أشجع الناس وأشدهم بأسا.
وتنسك مسكين مشهور لشهرة الأبيات التي
قالها في هذا الشأن :
قل للمليحة في الخمار الأسود *** ماذا أردت
بناسك متعبد
قد كان شمر للصلاة ثيابه *** حتى قعدت له
بباب المسجد
ردي عليه صلاته وصيامه *** لاتفتنيه بحق
جاه محمد
ولهذا الأبيات قصة مشهورة .
وهو شاعر مجيد مقل مقدم في قومه لشرفه
وشجاعته أمتاز برقة الألفاظ وحسن المعنى ووضوح الغاية ، لم يذكر دايونه أي من كتب
الأدب رغم اعتناء أهل اللغة بشعره واستشهادهم النحوي به وذلك عائد لقلته.
من شعره :
إن الكريم إذا ماكان ذا كذب *** شان التكرم
منه ذلك الكذب
الصدق أفضل شئ أنت فاعله *** لاشئ كالصدق
لافخر ولاحسب
من شعره :
أتتني هنات من رجال كأنها *** خنافس ليل
ليس فيها عقارب
أحلوا على عرضي فأحرمت عنهم *** وفي الله جار
لاينام وطالب
من شعره :
ورب أمور قد بريت لحاءها *** وقومت من
أصلابها ثم زعتها
أقيم بدار الحرب مالم أهن بها *** فإن خفت
من دار هوانا تركتها
وأصلح جل المال حتى تخالني *** شحيحا وإن
حق عراني أهنتها
حتى قال :
تعارض فخر الفاخرين بعصبة *** ولو وضعت لي
في إناء أكلتها
إذا قصرت أيدي الرجال عن العلى *** مدد يدي
باعا فنلتها
ومن شعره :
إن أدع مسكينا فما قصرت *** قدري بيوت الحي
والجدر
مامس رحلي العنكبوت ولا *** جدياته من وضعه
غير
------------------------------------[right]