صناعات يدوية على وشك الانقراض
--------------------------------------
اشتهرت محافظة ميسان كباقي المحافظات العراقية الأخرى بكثرة الصناعات الشعبية والمنزلية التي شكلت جزءاً كبيراً من حياة المحافظة وقد خصصت لها أسواق مثل سوق الحدادين والصفارين والخياطين وغيرها من المهن الأخرى التي توارثها الأبناء عن الآباء والكثير من تلك الصناعات لايحتاج إلى مكائن وآلات متطورة بل كل ماتحتاجه الخبرة والعمل اليدوي وكما لهذه الصناعات أيام ازدهرت فيها بلا منافس أصبحت تعاني اليوم غزو البضائع المستوردة التي أصبحت بديلاً عنها كونها تباع بأسعار رخيصة...
ومن هذه الصناعات سكينة تكريب النخيل والباذورة والمنجل المنحني والفأس والطبر الخاص بقطع الأخشاب وسلاسل لربط الحيوانات والمسحاة والمحراث والقزمة وغيرها من الأدوات الأخرى التي اشتهر بصناعتها الاخوة من الطائفة الصابئية المندائية ....
أن مايعانيه القطاع الزراعي من إهمال اثر على صناعة هذه الصناعات اليدوية الخاصة بموسم الحصاد ...
فيما اشتهرت مدينة العمارة بصناعة المواد التي يتم إنتاجها من سعف النخيل وقد تخصصت النساء بهذه الحرفة وتشمل الطابك الذي يعد احد الأواني التي يوضع عليها الأكل والسلة والمكانس والمخبازة إلا إن هذه الصناعة أخذت دورها إلى الاندثار نتيجة عدم إقبال المواطنين عليها خصوصا وإنها تمثل تراثا ً عريقا ً ، وهذا الاندثار الذي تعرضت له هذه الصناعة دفع الكثير الى إغلاق محلاتهم التي كانت المصدر الوحيد لكسب قوت العائلة والبحث عن مهن أخرى يعتقدون أنها لاتناسبهم إلا إن ضنك العيش هو ما أجبره على العمل بها .
ومع إن هذه الصناعات كانت تمثل المصدر الأساس لتمويل الناس بما يحتاجونه من أدوات للمنزل أصبحت أسواقها اليوم فارغة ولاتشهد إلاّ إعداداً قليلة من المتبضعين اغلبهم من سكنة المناطق الريفية مع قليلين ممن يهتمون بهذه الصناعات على أنها تمثل أرثاً حضارياً وتراثياً يشهد على واقع الحياة في القدم
كما ان هناك صناعة شعبية أخرى تعرضت للانقراض وذلك لغزو البضائع المستوردة الا وهي صناعة الأواني النحاسية
(الصفر) ويسمى أصحاب هذه المهنة بالصفارين وقد حول الكثيرين من أصحاب هذه المهنة محالهم إلى بيع الأواني المستوردة بعد أن قل استخدام هذا النوع من الصناعات التي كانت تنتج قدور الطبخ وأواني الغسيل : الطشت والأباريق المصنوعة من هذه المادة واقتصر عمل البعض منهم على تبييض وإصلاح قدور الطبخ القديمة .وتبقى حالة المهن القديمة بين القبول والرفض فهناك من يعتقد أن لاداع ٍ لاستخدام هذه الأدوات التي تعد قديمة ولا تتناسب مع الواقع الذي يشهده العالم فضلاً عن أن اغلب هذه الأدوات غير صحية وربما تؤدي إلى امراض خطيرة كالصناعات المعدنية التي لاتتعرض إلى درجة الانصهار المطلوبة عند تصنيعها ولم تخضع لمعايير الجودة اللازمة لاستعمالها إلاّ إن من يعتقد بضرورة الحفاظ على هذه المهن فلأنه يرى أنها تراث المحافظة خصوصاً وأن عدداً من المختصين بالفن والتراث دعوا إلى أن تكون هناك معارض ومتاحف خالصة يقوم بتمويلها أصحاب المهن القديمة بما تنتجه مهاراتهم بصنع العديد من الأدوات القديمة.
-----------------------------------------
[right]