(( سلاما أيها الربيع )) للشاعر علي كاظم درجال الربيعي
================================
زرتنا ايها الربيع في زمن
تتصارع فيه الثيران
على حلبة كبيرة
زرتنا مبكرا بلا موعد
وكأنك لص يختفي وراء
صخرة جبلية صماء
لون اوراقك تميل الى الاصفرار
واعوادك الضعيفة تحتضن
الدموع
وجذوع اشجارك محدودبة الظهر
كأنها اعجاز خاوية
زرتنا وأغانيك مشحونة
بمسحات من الحزن
السومري القديم
ويحك ياربيع عمري وعنفوان
شبابي
لقد رميتني في كناسة المدينة
وكاْني بقايا من قمامة
ويحك ياربيع عمري
حفرت قبري لكي اموت عزيزا
بلا خطايا بلا رزايا بلا رذيلة
وأقسمت أن لاأطرق أبواب الجهلاء
أو اطأطأ رأسي لأقبل أيادي
السلاطين
من أجل كرسي ومنزلة رفيعة
وكان هذا سر وجودي في زحمة
ألطريق منذ ولادتي
لأنني مازلت أشعر اني القوي ألأمين
ولاأعطي بيدي اعطاء الذليل
لأنني جندي من جنود الحسين
لاأعرف ألذلة والهوان
أقسمت أن أموت على طريق
رجال كربلاء
لقد أرضعتني أمي ألصبر على
ألشدائد
وألعفو عند ألمقدره
وأن أموت على طريق ألأحرار
لتعيش ألأجيال من بعدي بسلام
وصحة وعافية وعيش رغيد
علمتني ألا أكتنز أموال الناس
لأجني قصرا ومزرعة ونساء
وتمتد أمامي موائد الطعام ألشهية
وجيراني غرثى بلا طعام
علمتني ان اكتفي بقرصي شعير
وكأس من لبن
وحبيبات من الملح الصحراوي
وأعفر جسمي من جراثيم ألأرض
ألمرئية والمجهرية
وأغتسل عندما تلامس يدي أيادي
تقارع اكوبا من النبيذ
لأموت قرير العين بلا خطايا
سلاما ايها الربيع
سلاما لك من بديع
سلاما لك من رجل سعيد
في الزمن الجديد
.مازلت مني قريبا وانت البعيد
مازلت مني ربيبا كطفل بليد
سلاما ايها الربيع
==========
من ديوان الازهار المحترقة
[center]