عقيل الموسوي جيد جدا
عدد المساهمات : 30 نقاط : 82 تاريخ التسجيل : 24/12/2011 الموقع : aaqeel_2003@yahoo.com العمل : مدير عام معلومات اخرى : خبير في شوؤن آنساب القبائل - مؤلف الكتب التاليه: ١-تحفه الالباب في معرفه الانساب ٢- موسوعه شيوخ العشائر العراقيه (ثلاثه اجزاء)٣-آلآعراف العشائريه في ضوء الشريعه الاسلاميه
| موضوع: الشاعر الشيخ غازي المشكور بقلم الدكتور عبد الله الجبوري الإثنين ديسمبر 03, 2012 2:52 am | |
| مقدمه ديوان وهج الحرف الثائر عام 1974 بقلم الدكتور عبد الله الجبوري أمين مكتبة ألأوقاف اشتبكت الاقلام في حومة الحرف في فض ظاهرة الشك في مدى جدوى الشعر في عصر الذرة وطال جدالها ويطول ولم تنتهي الى حيث شواطئ الحسم اذ أن بقاء الشعر منوط ببقاء الحرف مرتبط بوجود الانسان فوجود الشعر هو وجود الانسان على الارض والشاعر الحق هو المصباح المضيء في دروب الحياة يستجلي به المرء ظلام حياته ويستشف بنوره مباهج اماله ومن هنا جاء اعتزاز الامم الحية بشعرائها حيث جعلتهم جزءا كبيرا من تاريخها القومي والعرب من هذه الامم التي عرفت قدر الشاعر فأحلته حيث يجب ان يحل واحتفلت بظهوره حفولا عز نظيره في غيرها من الامم اذ كان لسانها الذرب وترجمانها الصادق وسيفها العضب في السلم والحرب وما احوج العرب اليوم وهم يغذون السرى في مسيرة الشمس لاحياء التالد من المجد ولتأسيس الطارف منه بعد انتصار الثورة العربية في اكثر ارجاء الرقعة العربية واخذت الامة مكانها اللائق بها في مصاعد الامم وللشاعر العربي اثر عظيم في هذه المسيرة فهو حادي امالها ومزهر الامها. وفي العراق اليوم جمهرة من الشعراء الذين امنوا بالامة العربية قدرا وبوجودها مبدأ فوقفوا اسلات اليراعة على التغني بهذا الوجود وحبسوا قرائحهم في محاريب الوجد العربي وانطلق المارد العربي يتلمس خطاه في وهج الحرف الثائر وهو يدك معاقل الظلم ويدرأ عن حياضه درن الخسف محررا ترابه معيدا لارضه زهوها الاصيل لتحقيق وجوده في معركة المصير. . وشاعرنا غازي خزعل المشكور واحد من هذه الجمهرة الرائدة الذي عرف الحياة وبيت الشعر يتردد سيفا على شفتيه، ولد في مضارب العروبة ورضع افاويق الاصالة العربية في لبان الام بكل ماتنطوي عليه الاصالة من قيم ومجد وسؤدد ويتجلى هضا المجد في مرثاته الخاشعة لوالده الذي كان شفرة قومه ورأس لداته فيقول: بكتك القوافي الغر والخيل والسمر وحزن مع الأيـــام ليـــــــــس له فجــر بكتك بحور الشعر وهي غواضب ( تقول أمات الموت أم ذعــر الذعر ) فقلت لها مات الذي كان عــــــزمه يضيء ظلام الخوف من باسه جمر شجاع أبي والخيل تعثر بالقــــــنا فينقض فيها وهو مستأسد نسر عزيز أبي ماذل يوما جــــــــــــــبينه فمثل أبي طود ومثل أبي بحــــــر
وربما يعجب القاريء لهذا الرثاء ينطلق من شاعر معاصر وحق له العجب ولكن اذا ماعرف منزلة المرثي زال عجبه وهويذكرنا برثاء الشعراء الجاهليين من اهل الحماسة الذي يعج بهم شعر الحماسات. ولتمثل الشاعر للثورة العربية حيث يجري وقدها اللاهب في مجاري دمه نراه يتفجع لمرأى الخيام العربية الغريبة في أرض عربية هل يخحل المجد....
ثم يمضي بتفجير لواعجه المتقدة لهيبا يستدر مدامع المجد المضاع: أين الرماح التي اهتزت لهيبتها.....
ونظائر هذه النفثة الحرى كثار عند الشاعر المشكور مثل قصيدته (مدينتي) الى مدينة عربية مغتصبة وغيرها من شعر الديوان الذي حفل بكل الوان الشعر القومي الصارخ فتراه يجوس خلال ديار العرب من المغرب الى ارض الثورة في العراق ويطيف به المجد في مطاوي التاريخ العربي الناصع مستلهما منه عوامل النهضة ومسترشدا بهديه في صنع التاريخ الجديد. . وبعد...... فأراني مظطرا لدعوة القاريء لينعم بمباهج هذه الروضة المعطار التي تطل بعد ان اصدر الشاعر مجموعته الاولى (يافا والليل الاحمر ) سنة 1969 . ومما لامناص منه التاكيد على ان الشاعر المشكور تمكن من التعبير عن ذاته التي هي جزء من كل ممثلا هموم الجيل واحلامه بكل صدق واخلاص وهو بذلك قد تمكن من اضافة الجديد الى ديوان الشعر العربي الحديث.
مقدمة ديوان يافا و الليل الاحمر بقلم الاديب صبيح رديف عام 1969
عندما اعطاني الاخ الشاعر غازي خزعل المشكور ديوانه لكتابة مقدمته قلت له يقولون ان اعذب الشعر اكذب هوانا اقول اعذب الشعر اصدقه. ايها القاريء انك ولاشك ترى الصدق في الشعر شيئا جميلا ينقلك من عالمك الى عالم الاخرين ، فتزيد في رغبة الشوق لديك حماسا تحسه عندما تشبع فضولك أو عندما تجد في نفسك حاجة لاشباعه ان كنت من المولعين بحب الاستطلاع الى حد الشطط ، او كنت ممن يفرحهم مشاركة الآخرين في افراحهم او ممن يريحهم ان يشاركوا الناس في اتراحهم لتخفف عنهم ولو شعوريا. والشاعر الحق هو الذي يمد يده الى يدك ليأخذ بك شعوريا وعاطفيا كأي صديق أثير لديه فتقف على خبيئة نفسه وحقيقة مشاعره سائرا معه في رياض خمائله الحلوة المفرحة ، أو ليشد على زندك وساعدك موريا عزمك وواقدا بأسك كيما يجد فيك قبسا من مشاعره الملتهبة لتجوس معه باقدامك القوية اشواك ألامه وكفاحه ، او يشعرك وتشعره بلذة الكفاح وتحمل الالام والصبر عليها، لبناء حضارة انسانية رائدة لا لبني قومك فقط بل لاعطاء تجربة بني قومك الحية مثالا رائعا للانسانية جمعاء في تحقيق ذاتك العربية. وبعد ذلك فالشاعر يحاول ان يقف بك عند معاناة العواطف والمشاعر خلال مسيرة ذاته وتطورها داخليا ( انسنا و شاعرا) في ان واحد لتحقيق الاندماج بينهما. وشاعرنا غازي خزعل المشكور حاول ان يحقق انسانيته وذاته في ان واحد وأراد ان يعبر عنهما بصدق فجاءت مشاعره مشحونة العواطف ثرة الاحاسيس ، لذا فان الصدق يتخلل جوانب كلماته في جرسها ووقع معانيها ، الا ان هناك بعض القصائد والمفاطع يبدو التعثر واضحا في ثناياها، وذلك مما لاريب فيه فالشاعر انسان قبل كل شيء له ما للناس من حسنات وله مالهم من عثرات ، وتلك بنظري هي المعنى الصحيح للوجود الانساني وسير الانسانية في بناء الحضارة. أما عن تطور الشاعر عبر تجربته الشعرية يبدو العمل الشعري واضحا في رحلته خلال ذاته اذ أنك تجد روح البحتري وابي تمام والمتنبي واضحة في عمله الشعري وليس في ذلك ضير أو حرج للشاعر فتلك مرحلة مر بها الكثير من الشعراء الكبار ، وأما عن العصر الحديث فتأثر الشاعر كان واضحا بالشعراء القوميين العرب أمثال سليمان العيسى وغيره من الشعراء، اذ تجد الروح الملتهبة في شعره مفعمة بالروح القومية الوثابة المكافحة القوية لتشده الى اولئك الشعراء. ومن كل ذاك وهذا يبرز الشاعر في كثير من الاحيان في تجاربه الشعرية انسانا وشاعرا يأخذ بك مأخذا خاصا لتقف معه على ذاته مجسمة في شعره فأنك لواجد ذلك بكل وضوح عند قراءتك لديوانه. و أهم ميزة تجدها في شاعرنا هي الوفاء في عالم قلما يعرف الوفاء وبنظري ان الوفاء هو صفاء النفس والفكر والعقيدة ، والانسان الذي يخلص لضميره ومجتمعه وعروبته والله الموفق.
| |
|