علي كاظم درجال الربيعي القمة
عدد المساهمات : 309 نقاط : 792 تاريخ التسجيل : 08/12/2011 العمل : البحوث والادب العربي
| موضوع: ملامح من فكر الامام الحسين ( ع ) الثلاثاء أبريل 24, 2012 7:45 pm | |
| ملامح من فكر الامام الحسين ( ع ) --------------------------------- من المناسب أن نذكر طرفاً من نشاطاته الفكرية الرائدة عليه افضل الصلاة واتم التسليم كمصاديق عملية على ما يتمتّع به من علو شاهق في مستواه العقلي الّذي صقله منهج الله وحدّد مساره ومنهاجه: ---------------------------------- أ ـ قال له نافع بن الازرق ـ زعيم الازارقة من الخوارج ـ : ---------------------------------- صِف لي إلهك الّذي تعبده ، فردّ عليه الامام بقوله : ---------------------------------- « (يا نافعُ ! مَنْ وضعَ دينَهُ على القياسِ لم يَزَلِ الدّهرَ في الالتباسِ ، مائِلاً إذا كبا عن المنهاجِ ، ظاعناً بالاعوجاجِ ، ضالاًّ عن السّـبيلِ ، قائِلاً غير الجمـيلِ ، يا ابنَ الازرق ! أصِفُ إلهي بما وصفَ بهِ نفسَهُ ، لا يُدرَك بالحواسِ ، ولا يُقاسُ بالناسِ ، قريبٌ غيرُ ملتَصِق ، وبعيدٌ غير مستقصىً ، يوحَّدُ ولا يُبَعَّضُ ، معروفٌ بالاياتِ ، موصوفٌ بالعلاماتِ ، لا إلهَ إلاّ هوَ الكبيرُ المـتعال) . فبكى ابن الازرق وقال : ما أحسنَ كلامك » . ب ـ قال عليه السلام عند مسيره إلى كربلاء وهو يقوِّم الموقف العام ، ويحدِّد مَدَى الانحراف الّذي آلت إليه الاوضاع ، ويشير إلى عزمه على كسب الشهادة من أجل الحق : « إنَّ الدُّنيا قد تغيّرتْ وتنكّرتْ ، وأدبَرَ معروفُها ، واستمرّت جدّاً فلم يبق منها إلاّ صُبابةٌ كَصُبابةِ الاناءِ ، وخسيسُ عيش كالمرعى الوبيلِ ، ألا ترون أنّ الحقَّ لا يُعمَلُ بهِ ؟ ! وأنّ الباطِلَ لا يُتناهى عنهُ ، ليرغبُ المؤمنُ في لقاءِ اللهِ مُحِقّاً ، فإنِّي لا أرى الموتَ إلاّ سعادةً والحياةَ معَ الظّالمينَ إلاّ بَرَما ، إنّ الناسَ عبيدُ الدُّنيا والدِّينُ لَعِقٌ على ألسنتهم يحوطونه ما درَّت معائِشهم ، فإذا مُحِّصوا بالبلاءِ قَلَّ الدَّيّانون » . ج ـ وها هو يحدِّد بوعي صارم درجات العلاقة بالله : ----------------------------------- « إنّ قوماً عبدوا الله رعبة فتلك عبادة التجّار ، وإنّ قوماً عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد ، وإن قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الاحرار وهي أفضل العبادة » . د ـ وقد خطب (ع) مرّة ، محدِّداً مواصفات الحكم الاموي وما آلت إليه الاوضاع السياسية والادارية من وجهة النظر الاسلامية : «(أيُّها الناس!إنّ رسول الله قالمَنْ رأى سلطاناً جائراً مستحلاًّ لحرمِ اللهِ ، ناكِثاً لعهدِ اللهِ ، مُخالفاً لسنّةِ رسولِ اللهِ ، يعملُ في عبادِ اللهِ بالاثمِ والعدوانِ ، فلم يُغيِّرْ عليهِ بفعل ولا قول ، كانَ حقّاً على الله أن يُدخلهُ مدخله) ، ألا وإنّ هؤلاء قد لَزِموا طاعةَ الشّيطانِ ، وتَرَكوا طاعةَ الرّحمانِ ، وأظْهَرُوا الفسادَ ، وعطّلوا الحدودَ ، واستأثروا بالفيءِ ، وأحلُّوا حرامَ الله ، وحرّموا حلالَهُ ، وأنا أحقُّ مِن غيري ، وقد أتتني كتبكم ، وقَدمتْ عليَّ رُسُلُكُم ببيعتِكُم ، أ نّكم لا تُسْلموني ولا تَخْذلوني ، فإن تَمَمْتُم على بيعتكم تُصيبوا رُشدَكُم ، فأنا الحسين بن عليّ وابنُ فاطمة بنتِ رسول الله ، نفسي معَ أنفسكم ، وأهلي معَ أهليكم ، فلكم فيَّ اُسوة ، وإنْ لم تفعلوا ، ونقضتُم عهدَكُم وخلعتُم بيعتي مِن أعناقِكُم ، فلعمري ما هي لكم بِنُكْر ،لقد فعلتُموها بأبي وأخي وابن عمِّي مسلم بن عقيل; والمغرورُ مَنِ اغترَّبِكُم،فَحظَّكم أخطأتُم،ونَصيبَكُم ضَيَّعتُم، ومَنْ نَكَثَ فإنّما يَنْكُثُ على نفسِهِ وسَيُغْني الله عنكم». هذه شذرات يسيرة من عطائه العظيم الّذي يحتل مركزَ الرِّيادة في الفكر الاسلامي الاصيل ، ومَنْ شاء المزيد فليُراجع سيرته العَطِرة ، فإنّ له فيها خير عون على إدراكِ ما للحسينِ (ع) مِنْ بُعْدِ نظر وسعةِ فكر وإيمان. ----------------------------- المصدر : كتاب الامام الحسين بن عليّ ( ع ) | |
|