معركة المذار الأولى
===============
هي المعركة التي دارت بين المسلمين بقيادة (خالد بن الوليد) والجيش الفارسي بقيادة (قارن بن قرباش) في غرة شهر صفر – 12للهجرة (في عهد الخليفة الثاتي في منطقة المذار ، وهي تقع على الضفة الغربية لنهر دجلة، بالقرب من البصرة في العراق.
وقامت هذه المعركة بعد انتصار جيش المسلمين بقيادة (خالد بن الوليد) على الفرس بقيادة (هرمز) في معركة ذات السلاسل وقتل (هرمز) فيها.
وكان الهدف من المعركة هو القضاء على بقايا إمدادات كسرى في العراق، التي أرسلها بقيادة (قارن بن قرباش) الى منطقة المذار لنجدة (هرمز) وجيشه ومنع سقوط مدينة الأبلة التي كانت منفذ بحري مهم بالنسبة للفرس.
وبعد مقتل هرمز في ذات السلاسل توجه جيشه المنهزم الى منطقة المذار ( والمذار هي عاصمة مملكة ميسان ) بجانب (قارن) وجيشه لتكون القيادة ل(قارن) الذي أمر بترك سفن جيشه خلفهه في النهر استعداداً للأنسحاب اذا خسر المعركة.
وكان من اهم اسباب انتصار المسلمين في هذه المعركة هو الخلاف الذي حدث بين الفرس اثناء التخطيط لعملية الهجوم على المسلمين.فالمنهزمين من جيش هرمز قد تقابلوا مع خالد والمسلمين من قبل، فلذلك يفضلون التحصن في المدينة انتظارًا لقدوم المسلمين، والإمدادات القادمة بقيادة 'قارن'، أما الفئة التي لم تر المسلمين من قبل رأوا أن يخرجوا للصدام مع خالد وجيوشه.
وكان خالد بن الوليد يعتمد في حروبه دائمًا على سلاح الاستطلاع الذي ينقل أخبار العدو، ولقد نقلت له استخباراته أن الفرس معسكرون في المذار، فأرسل خالد للخليفة أبي بكر يعلمه بأنه سوف يتحرك للمذار لضرب إمدادات الفرس هناك، ثم اتجه مباشرة للمذار بسرعة خاطفة، وأرسل المثنى بن حارثة كطليعة للجيوش، واقترب الجيشان، وكان تعداد الجيش الفارسي ثمانين ألفًا، في حين أن جيش المسلمين تعداده ثمانية عشر ألفًا، فلما اطلع خالد على أرض المعركة وجد أن الفرس قد وضعوا في نهر دجلة سفنًا خاوية استعدادًا للأنسحاب ، فأمر جنده عندها بالصبر والثبات في القتال .
وكان أول وقود المعركة هو خروج القائد الفارسي ( قارن ) وكان شجاعًا ـ للمبارزة؛ فخرج له خالد بن الوليد وأعرابي من البادية اسمه 'أبيض الركبان معقل بن الأعشى' فسبق أبيض خالدًا، وانقض كالصاعقة على 'قارن' وقتله في الحال، وبعدها مباشرة انقض عاصم بن عمرو على القائد الفارسي الآخر 'الأنوشجان' فقتله، ثم انقض الصحابي الجليل عدي بن حاتم الطائي على القائد الثالث 'قباذ' فقتله في الحال! فأصبح الجيش الفارسي بلا قيادة، ولكن لم يمنعهم ذلك من القتال ......
وكان لغياب القيادة اضطرب أمر الجيش الفارسي، وعمه الارتباك، وما لبث جنود الفرس حتى هربوا في كل مكان، وألقوا أنفسهم في النهر وقتل منهم في أرض المعركة ثلاثون ألفًا غير من غرق في النهر .
بتلك المعركة استقر الجنوب العراقي في أيدي المسلمين، وسيطر المسلمون على أهم مواني الفرس، وهي الأبلة .........
-----------------------------------
المصدر //
لمحات من التاريخ الاسلامي[right]